خواطر عن الحب



  • خواطر عن الشتاء والحب
  • أشعر بالبرد، صوت فيروز يدثرني، ربما من أجل هذا الدثار الأثير أنتظر الشتاء، وربما لدي أسباب أخرى كالتي قد تكون عندكم تدعوني لأحب الشتاء مع إنه يجئ بالعواصف والرعود ربما نحب الشتاء لإنه طقس من طقوس أشتراك الطبيعة معنا بأحزاننا، وحين نقرن لا محالة، موسم البرد بالحب ومن ثم البكاء، فذلك لإننا نرى الشتاء يزحف على سمائنا زحف الحب على القلب، يداعبه ببطء حيناً ويحوله إلى أعصارمن العواطف.. فالشتاء يحرك في القلب مشاعر أحترقت خلال الصيف وينعش رغبة خفية وحاجة إلى الدفء، إلى البحث عن شيء لا يستطيع الصيف منحه، وحين يدب الألم في النفس نجده يمنح الطبيعة مطراً ينهمر مع دموعنا حتى تبدو الطبيعة وكأنها تقاسمنا الألم. 
  • توقف عند نافذة ما تتوق دائماً للندى، اتأمل غيمة تحتضن قمة مبنى شاهق، أتخيلها عاشقة تظن حبيبها ساكناً في المبنى، يشعر المبنى بحنانها، يمر الوقت وتدرك الغيمة خلو المبنى من الحبيب، فتبكي مطراً وتنتهي.
  •  إذا أرى الغيمة بهذه الصورة، فإنّ خيال الطفل يجعله يتصور إن في تلك الغيوم بلاداً سحرية إذ أنها تتجمع بأشكال وجغرافيات تجذب الناظر إلى التطلع لإقتحامها عسى أن يجد فيها بلاداً وأحلاماً غير مألوفة تدغدغ طفولتنا الساكنة في أعماق نضوجنا.
  • في شتاء ماض ٍ كنا معاً، قبل إن يبتلعنا الزحام أنهمرت قطرات المطر على الطريق الرمادي، كإنّ تلك القطرات دموعي، وذاك الطريق وجهي.. شعرت ببرد قارص في تلك الأمسية الشتائية التي أبتلعت ريحها صوتي، لكن سمعت صوتاً بعث الدفء إلى قلبي إذ أحتوى غربتي وضياع خطواتنا بين الاف الخطوات.. كان ذاك صوت فيروز.
  •  ما زال صوت فيروز يرافقني في أماسي الشتاء الطوال مثلما في الأصبح الندية، ويجعلني أبكي إذ تتنبأ العاشقة الكامنة في أعماق فيروز بما ستفعله الريح الباردة بإسمها.
  •  في كتابه (جماليات المكان) يقول الفيلسوف والكاتب جاستون باشلار: الشتاء أقدم الفصول، فهو لا يضفي قدماً على ذكرياتنا حسب اخذاً إيانا إلى الماضي البعيد، بل انّ البيت نفسه يصبح في الأيام الثلجية قديماً كأنه عاش عبر القرون الماضية.
  • متاعب الحياة والأوقات القاسيه.. وليالي السهر الحزينة تذكر كل.. ما كنت تفعله قبل إن يدخل شعور البؤس إلى قلبك.. بسبب حب أنتهى أو حلم تلاشى.. أو صدمات أخترقت قلبك ومنها تشبّع.. وأرتوى تذكّر أنك كنت رائعاً وما زلت كذلك، لكنك نسيت نفسك بين متاعبك وتركتها ضحية لأحزانك.. ولظلم غيرك فلا تظلم نفسك بأن تقيدها.. بالحزن إلا يكفيها قهر الزمن.. وظلم البشر ما زال المطر ينهمر.. ويشتد وقع صوت تلك القطرات على نافذتك تصحوا من أحلامك.. وتشعر بضيف يريد دخول غرفتك. 
  • تفتح النافذة فتحتويك تلك الرائحة الرائعة التي تغلف قلبك بالحياة إنها رائحة المطر.. هنا أهمس لك: أجعل من نافذة غرفتك وكأنها.. نافذة حياتك وأجعل من قطرات المطر.. أملأ وأسمح له بالدخول.. ليس على غرفتك فحسب بل إلى.. حياتك وتفاءل عش محباً لنفسك وصادقاً معها كي تحب حياتك وتحياها بكل معانيها وغلّف بالحب، كل القلوب التي تراها.


خواطر عن الحب خواطر عن الحب Reviewed by DAYZO on فبراير 06, 2020 Rating: 5
يتم التشغيل بواسطة Blogger.